U3F1ZWV6ZTQ3MDM0NTcyODMyX0FjdGl2YXRpb241MzI4MzY4MTU1MTQ=
recent
أخبار ساخنة

الحوار وأهميته وآدابه

الحوار

الحوار

تعريف الحوار

هو الكلام بين طرفين أو أكثر بطريقة متكافئة دون استئثار أحد الأطراف على الآخر، ودون خصومة ولا عناد ولا تعصب، وهو نوع من الأدب. 

وهو تبادل الآراء بطريقة علمية بهدف الوصول للحقيقة.

إذاً الحوار تبادل الكلام والمناقشة في موضوع معين بين شخص أو أكثر بقصد تبادل المعرفة والخبرات وتحقيق رؤيه واضحة ورفع الضبابية .

حياتنا لا تخلو من الحوار بل يحدث الحوار كل يوم، الصديق مع صديقه والزوج مع زوجته والأخ مع أخيه والأب مع أولاده والأستاذ مع طلابه، فهو نوع من أنواع التواصل في المجتمع وأسلوب لكشف ما يخفى عن الآخرين ومعرفة وجهات النظر المختلفة لمعرفة الحقيقة والوصول لها. والهدف تبيان الحق وإثباته ودحض الباطل.

ويختلف الحوار عن الجدال حيث أن الجدال يتسم بالشدة في الكلام والتمسك والتعصب للرئي ويهدف المجادل للظهور أمام الآخرين أنه الأعلم والأقوى، أما الحوار كلام بهدوء الأعصاب وبدون خصومة ولا تعصب ويهدف المحاور معرفة الحقيقة  واتباعها.

والحوار هو نفس المناظرة فقد كان في السابق يستخدم مصطلح مناظرة إلا أن في الآونة الأخيرة برز وغلب استخدام مصطلح "حوار".

الحوار في القرءان

جاء الحوار في القرءان في مواضع عدة نذكر ثلاثة مواضع
  1. الله  يحاور الملائكة، قال تعالى: Ra bracket.png وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ Aya-30.png La bracket.png سورة البقرة آية 30
  2. الله يحاور إبليس، قال تعالى: Ra bracket.png وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ Aya-11.png قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ Aya-12.png قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ Aya-13.png La bracket.png سورة الأعراف آية 11 - 13
  3. أصحاب الجنة يحاورون أصحاب النار، قال تعالى: Ra bracket.png وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ Aya-44.png La bracket.png سورة الأعراف آية 44

أهمية الحوار

تكمن أهمية الحوار في أنه الوسيلة في التواصل بين الناس، ولأن الأنسان يعيش في جماعات وكل إنسان يحمل في طيات نفسه أفكار ومعلومات ومعتقدات وتصورات، منها الصحيح والخطأ، ومع التقدم في العمر يكسب الإنسان الخبرة والمعرفة، والأنسان الفرد لا يستطيع أن يلم بكل المعارف وبالتالي هو يحتاج أن يعرف أكثر ليضمن بقائه واستمرار جنسه، ولا يتحقق هذا الأمر دون حوار ونقاش في أمور الحياة المختلفة، فبالحوار تجتمع الخبرات والأفكار وتتحد العقول.

 وتبادل الآراء والأفكار والخبرات والمعرفة بأنواعها يتم عن طريق الحوار فالإنسان يتميز عن غيره من الكائنات الحية بقدرته على الحوار، مما يجعله قادر على التطوير والتغيير. فبالحوار يكسب المعارف من الآخرين ويغير أفكاره ومعتقداته غير الصحيحة.

ولأهمية الحوار ولما له من دور فعال في فض النزاعات ومنع أو إيقاف الحروب فإنا دائماً نرى الدول تدعو المتخاصمين للجلوس على طاولة الحوار وحل مشاكلهم وخلافاتهم عن طريق الحوار والتفاهم والخروج بحلول ترضي جميع الأطراف المتخاصمة.

أهداف الحوار

الأهداف من الحوار تتمثل في عدة نقاط نذكر منها:
  1. معرفة آراء الآخرين في موضوع معين أو تبادل الآراء والمعرفة.
  2. الحصول على أفضل النتائج، نتيجة الحوار هي عصارة أفكار وخبرات المتحاورين وبالتالي العمل على التغيير والتحسين وتفادي الأخطاء والسلبيات.
  3. الوصول لحلول مرضية للأطراف المتحاورة، عندما يجتمع المتخاصمون ويتم طرح المشكلة وأسبابها ومناقشتها يتم التوصل لحلول ترضي لجميع.
  4. استخدام الأدلة والبراهين الواضحة والثابتة لإقناع الطرف الآخر، ليقبل المتحاور تغيير رأيه أو فكرته أو ما يعمله يحتاج أن يقتنع بأنه على خطأ وعمله غير صحيح وهذا لا يتم إلا عن طريق الحوار وتقديم الأدلة والبراهين الواضحة.

آداب الحوار

للحوار آداب وضوابط  ينبغي على جميع الأطراف المتحاورة الالتزام بها في الحوار منها :

1- التحدث بأدب واحترام: من الآداب والأخلاق الحسنة التي تنعكس إيجاباً على الحوار والخروج بالنتيجة المرجوة احترام الأطراف المتحاورين بعضهم البعض وحسن الحديث والاستعانة بالألفاظ والكلمات الجميلة وترك السباب والألفاظ البذيئة والفاحشة وعدم استخدام الكلمات الجارحة.

 2- التحدث في الوقت المخصص له: عنصر الوقت مهم جداً في الحوار  فتحديد مدة الحوار وبالتالي المدة المتاحة لكل متحدث من شأنه أن يلتزم كل طرف في الحديث في صلب الموضوع وعدم التفرع أو الاسترسال في مواضيع أخرى لا علاقة لها في موضوع الحوار وينبغي على المحاور أن يراعي الوقت المخصص للطرف الآخر.

3- تحديد المكان وعدد الحضور: مكان الحوار يجب أن يكون محدد ومعروف لجميع الأطراف المتحاورة، كذلك عدد الحضور المسموح تواجده في مكان الحوار، ففتح الباب لكل من أراد الحضور يعيق الحوار ويكون سبب في عدم تقبل بعض أطراف الحوار للحق والانصياع له أمام العدد الكبير من الحضور كما أنه يصعب السيطرة على الأعداد الكبيرة وربما أحدث ذلك الفوضى في مكان الحوار وبالتالي تشتت تركيز المتحاورين والحضور وعدم الخروج بالفائدة المرجوة.

4- الاستماع جيداً وعدم المقاطعة: على المتحاور أن يستمع جيداً دون مقاطعة وأن لا يكون همه فقط الرد على الطرف الآخر وكيف يفند رأيه فيشقل بذلك ذهنه ولا يركز على كلام المتحدث، فبذلك تفوته نقاط  قد تكون مهمة ومفيدة له.

5- الاخلاص: على الأطراف المتحاورين إخلاص النية لله سبحانه وتعالى في الحوار وجعل الهدف من الحوار الوصول للحقيقة التي فيها رضا الله لا رضا النفس والهوا، وترك الرياء والسمعة.

6- التواضع في الكلام: على المتحاور ترك الغرور والكبر والعجب، وترك الألفاظ والكلمات التي فيها دلالة تكبر وعجب بشخصه ونفسه كأن يقول أنا كذا، وعندي، وقلتُ. وغيرها من الألفاظ.

7- الحلم والصبر: على المحاور أن يتحلى بالحلم والصبر وترك الغضب والانفعال، وعليه أن يتذكر دائماً قول الله تعالى ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ سورة آل عمران آية 134 

آداب الحوار

مجالات الحوار

تتنوع مجالات الحوار بتنوع القضايا المتناولة في الحوار والمراد مناقشتها، منها:

  1. الحوار الديني: هذا النوع من الحوار يتناول القضايا الدينية،
  2. الحوار السياسي: يتم فيه مناقشة القضايا السياسية بين الدول ومن خلاله يتم منع وقوع الحروب وفض النزاعات  وعقد الصلح والمعاهدات.
  3. الحوار الوطني: هنا يكون الحوار في قضايا وطنية وعادة يتم من خلال مؤسسات الدولة.
  4. الحوار الاقتصادي: يتم مناقشة المواضيع ذات صلة بالاقتصاد والاستثمار وبحث السبل المثلى لرفع مستوى الاقتصاد على مستوى البلاد أو الفرد.

الاسمبريد إلكترونيرسالة