الصداقة الحقيقية
الصديق الحقيقي
الانسان مجبول على حب العيش مع الاخرين حيث يجد انسه وراحته في معاشرة اقرانه وامثاله وهو دائما يبحث عن شريك له يشاركه مشاعره وأفكاره، ذلك الذي يكون دعماً وسنداً في مواجهة ظروف الحياة. والصداقة مكون أساسي لبناء أي علاقة مع الآخرين.
تعريف الصداقة
هي ارتباط شخصين أو أكثر تربطهم علاقة اجتماعية تقوم على أساس التعاون والمودة والمحبة والثقة المتبادلة بينهم.
الصديق هو الذي يصدقك القول وهو الذي توافق أفعاله أقواله، والصديق هو الذي يخلص لك في النصح والمحبة وهو الذي يقف معك في الشدائد. إذاً الصداقة تبادل المشاعر والنصائح والمواساة.
صفات الصديق الحقيقي
ولأهمية الصديق وأثره على الأنسان يجب اختيار الصديق بعناية فالصديق الحقيقي يجب أن تتوفر فيه بعض الصفات قبل اختياره كصديق حقيقي نذكر منها:
1- الصدق في الحديث
وهو الذي يصدق في كلامه ومشاعره وأفعاله، لا يكذب ولا ينافق. لا يجامل على حساب مصلحة صديقه، ولا يوافق على اخطائه خوفاً على خسارته بل يكون صادقاً في رأيه وإن أدا ذلك لامتعاض صديقه أو زعله.
2- الاستماع الجيد للآخرين
الانصات للآخرين صفة مهمة فالإنسان الجيد هو الذي ينصت للآخرين أثناء حديثهم ولا يقاطع كلامهم.
3- التواصل المستمر
الصديق الحقيقي هو الذي يراعي تغيرات الحياة وظروفها لصديقه ويحافظ على روابط الاتصال مع صديقه مهما أبعدته ظروف الحياة عنه.
4- يكون كالمرآة لصديقه
يتميز الصديق الحقيقي في أنه يفهم صديقه جيداً، فيعرف ما يحب صديقه وما يكره، يعرف ما يضايقه وما يسعده، مستعداً لسماع صديقه في أي وقت.
5- الاعتماد عليه
من الضروري أن يكون الصديق ذا قوة وشجاعة وثبات للاعتماد عليه في مواجهة الشدائد. وإذا احتاجه في شيء يدعمه و يساعده ويسانده ولا يتركه وحده، يقف معه ويكون بجانبه في الوقت الذي يتخلى عنه فيه الآخرون، فلا يتركه وحيداً، ويدعم صديقه نفسياً ومعنوياً، فإذا وجدت هكذا صديق فلا تخسره.
6- الثقة
الحياة مليئة بالأسرار ولضمان عدم تسرب الأسرار للآخرين يجب اختيار الصديق الجدير بالثقة الذي يكون جدير بحفظ السر. فهو الذي يمكن أن تخبره بكل ما تريد وبكل حرية فهو لن يفضح أسرارك أو يكشفها لأحد.
7- تقديم النصح والمشورة
الإنسان معرض للخطأ فذلك طبيعي لأنه غير معصوم ولذلك يحتاج دائماً لمن ينصحه ويرشده فالصديق الجيد هو الذي ينصح صديقه ويرشده إذا أخطأ ليرجعه إلى طريق الصواب.
8- الصفح والمسامحة
يصفح عن صديقه ويسامحه إذا اخطأ ويقبل اعتذاره إذا اعتذر. يتجاوز عن أخطاء صديقه.
9- يحفظ صديقه في الغيب
لا يقبل من أحد الانتقاص أو التعرض لصديقه في حضوره أو غيابه ويدافع عنه ولا يقبل من أحد ما من شأنه يسيء لصديق أو يقلل احترامه.
10- يحب لصديقه ما يحبه لنفسه
يتمنا لصديقه ما يتمناه لنفسه ويحب له الخير ويحب أن يراه في أفضل حال.
وغيرها الكثير من الصفات التي يجب مراعات توفرها في اختيار الصديق الحقيقي.
المشاكل بين الأصدقاء
لا تخلو أي علاقة بين طرفين أو أكثر من سوء الفهم والمشاكل والاختلافات فهذا شيء طبيعي جداً ولا يجب أن يكون هذا سبب في حدوث القلق أو التوتر، هنا نتكلم عن المشاكل العادية أو الخلافات الناتجة عن أمور صغيره كاختلاف في الرأي مثلاً.
نعم يجب علينا أن نقلق بل ويجب علينا أن نبحث ونسعى سريعاً لحل تلك المشاكل التي من شأنها قطع العلاقة وهدم صرح الصداقة.
وهناك بعض المشاكل قد تكون صغيرة وتافهة في بداية الأمر إلا أن إهمالها وتراكم تلك المشاكل يوماً بعد يوم تصبح مشكلة كبيرة ولذلك يفضل دائماً حل وفض النزاعات وتسوية الأمور بين الأطراف في وقت حدوث المشكلة وعدم التأجيل لئلا تتراكم وتتفاقم المشاكل.
وهنا عزيزي /عزيزتي القارئ نذكر بعض تلك الأسباب التي تؤدي إلى حدوث المشاكل بين الأصدقاء:
أسباب حدوث المشاكل بين الأصدقاء:
1- عدم تفرغ الصديق لصديقه
أحد أسباب حدوث المشاكل بين الأصدقاء هو عدم تفرغ أحدهم للآخر، وهذه المشكلة في بدايتها تكون عادية ولا تأثر في العلاقات ولكن وبسبب الانقطاع المستمر والاعتذار المتكرر وعدم تفرغ الصديق لصديقه يؤدي إلى الشعور بالإهمال وعدم الرغبة فيه مما يؤدي إلى الابتعاد وقطع العلاقة مع صديقه.
2- الكذب
ومن أسباب حدوث المشاكل بين الصديقين كثرة الكذب سواءً كان الكذب مزحاً أو غيره، فالكذب ينزع صفة الثقة في الصديق ويجعله دائماً في دائرة الشك، ونتيجة الكذب في الأخير ولو بعد فترة سينكشف وهذا يضع الأصدقاء في مواجهة مباشرة مع بعضهم البعض وبالتالي ظهور وتعمق الخلافات بين الأصدقاء، والصديق الكذاب غير مرغوب فيه ولا مرحب به بين الأصدقاء.
3- فرض الرأي على الآخرين
طبيعة الإنسان لا يحب أن يفرض أحد عليه شيء وإن كان صديقه. وكثير يحدث بين الأصدقاء حوارات ونقاشات وأخذ و رد وبعضهم يحاول فرض رأيه على أصدقائه محاولاً اقناعهم بصحة وجهة نظره، وهذا الأسلوب كثرته وتكراره يؤدي إلى خلق الفجوة والمشاكل بين الأصدقاء وعدم الراحة معه مما يجعل الأصدقاء يفكرون بإبعاده عنهم وعدم إخباره بمكان تجمعهم وبالتالي النتيجة قطع الصداقة. فلكل فردٍ شخصيته وأفكاره وفلا تحاول أن تجعل من الآخرين نسخة منك.
4- تغير الظروف
مع التقدم في العمر تتغير ظروف الأنسان، فبعد الانتهاء من مراحل التعليم تأتي الوظيفة وبعد الوظيفة الزواج وبعد الزواج الأولاد وهكذا هي الحياة، العمر يمضي والأنسان يكبر وتزداد تكاليفه والتزاماته وارتباطاته وعلاقاته وتتغير ظروفه، كل هذه الأمور تكون سبباً في خلق فجوة بين الأصدقاء وبالتالي الابتعاد التدريجي ثم قطع العلاقة لتصبح مجرد معرفة وذكريات محفوظة في الذاكرة.
5- المزح والكلام الجارح
إن للكلمة أثر عميق في نفس الإنسان، فإن كانت الكلمة طيبة كان أثرها ومردودها طيب وإن كانت سيئةً كان الأثر سيئاً، وكثير و يا للأسف يغفل الكثير عن هذه النقطة بالخصوص في المزح أو في حالة الغضب. حيث يتلفظ الشخص بألفاظ أو كلمات من شأنها تجرح الطرف الآخر أو تحرجه، وهذا أحد الأسباب المهمة التي بسببه تتهاوى الصداقات وتتفكك العلاقات.
6- حب التملك
البعض يريد صديقه له وحده فقط، لا يريد من صديقه مصاحبة غيره أو الجلوس مع أصدقاء آخرين، ولا اللعب معهم فهو يريد صديقه معه وحده في كل شيء وكأنه يملكه. وهذا النوع من الناس لا تدوم صداقته مع أحد، فتراه دائما وحيداً لا أصدقاء له.
متى يجب قطع وإنهاء الصداقة؟
يأتي عليك وقت تتخذ فيه قرار إنهاء العلاقة وقطع روابط الصداقة بينك وبين صديقك/تك وذلك لأسباب تحتم عليك اتخاذ مثل هذا القرار، نذكر بعضها:
1- النعوت والأوصاف البشعة:
نعم كرامة الإنسان واحترامه فوق كل شيء، فقد يصدر من صديق لفظ أو نعوت غير لائق بهدف المزح والضحك وهذا الأسلوب غير جيد، هنا لن تتأثر الصداقة ولا يحتاج الأمر اتخاذ موقف مجرد مزاح. ولكن عندما يستمر دائماً هذا الصديق بمناداة صديقه بنعوت وألفاظ بشعة ووقحة بهدف أن يسخر ويحط من كرامة صديقه بهدف الضحك أو لأي سبب كان. هنا تعرف أن صداقتك مع هذا الشخص يجب أن تتوقف.
2- مصدراً للطاقة السلبية
عندما تصبح علاقتك مع صديقك علاقة مهزوزة، ولا تثق به، دائماً يسيء فهمك ويحاول احراجك وانتقادك امام الآخرين، يحبط معنوياتك ويقلل من ثقتك بنفسك، يصبح مصدراً للطاقة السلبية في هذه الحال عليك أن تضع حداً لهذه الصداقة.
3- الإنحراف وارتكاب المعاصي
أحد أهداف الصداقة وفوائدها هو الأخذ بيد الصديق إلى طريق الحق، إلى الهدى، إلى الطاعات ورضا الله سبحانه وتعالى. ولكن عندما تكون الصداقة سبباً في فسادك وانحرافك وابتعادك عن جادة الطريق، عندما تجرك هذه الصداقة إلى المعاصي والذنوب وارتكاب الكبائر عليك قطع أواصر هذه الصداقة ومنعها من الاستمرار لتنجو بدنياك وآخرتك.
4- عدم حفظ الأسرار
لا تخلو حياة أي إنسان من الأسرار، وبعض الأسرار غير مهمة وعادية وبعضها ذو أهمية بالغة حيث كشفها يؤدي إلى الفضيحة أو الخزي أو يسبب إحراج ومشاكل. وأن هذه الأسرار تكون مكشوفة للصديق المقرب بسبب طبيعة العلاقة معه وكثرة التواصل والزيارة ولأنه صديقك المقرب لقلبك ونفسك فتفضفض له ما في قلبك فبالتالي يكون ملماً بأسرارك. فإذا اكتشفت أن هذا الصديق يكشف أسرارك ويبيحها للآخرين دون علمك فعلم أن هذا الصديق ليس بجدير أن تبقي صداقتك معه.
ثمار الصداقة
للصداقة فوائد كثيرة نذكر منها:
- مساعدتك في الأمور التي تحتاج فيها للمساعدة.
- الراحة النفسية والشعور بالطمأنينة نتيجة نجاح علاقتك بصديقك.
- تحقق مبدأ التعاون في المجتمع الذي تنتمي له، ولأن الحياة لا تستمر دون تعاون فإن نتيجة التعاون بين الأصدقاء تكون أفضل.
- تحقق مبدأ التواصل والتماسك الاجتماعي نتيجة الصداقة وتواصل الأصدقاء فيما بينهم.
- تثبيت العادات الجيدة كتنظيم الوقت وعلو الهمة والمثابرة على الاجتهاد في التعلم والحد من الكسل والخمول وعدم إضاعة الوقت وغيرها من الأمور التي يتأثر الصديق بصديقه فيها.
الصديق الحقيقي
أقوال في الصديق الحقيقي
- الصديق الحقيقي هو الذي يكون محل النفس، هو الذي يكون معك أينما كنت.
- الصديق الحقيقي هو الذي يسامحك إن أخطأت ويقبل عذرك إذا اعتذرت ويظن بك ظناً حسناً.
- الصديق الحقيقي هو الذي يحفظ عرضك ومالك وولدك.
- الصديق الحقيقي هو الذي يواسيك في أحزانك، يفرح في أفراحك ،يسره ما يسرك ويقضبه ما يقضبك.
- الصديق الحقيقي هو الذي يتمنى لك الخير دوماً ويؤثر مصالحك على مصالحه.
- الصديق الحقيقي هو الذي يعينك على الخير ويشجعك لما فيه خير لدنياك و اخرتك.
- الصديق الحقيقي هو الذي يسعى في قضاء حوائجك ويوسع لك في المجالس ويسبقك في إلقاء التحية والسلام.
- صديقك الحقيقي هو الذي لا ينساك بالدعاء في ظهر الغيب.