مقال عن بر الوالدين
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآله، نتحدث في موضوعنا عن بر الوالدين لما له من أثر عظيم على العبد البار بوالديه، حيث لا يخفى على مسلم توصية الإسلام واهتمامه بهذا الجانب وحثه المسلمين على بر الوالدين، بل أنه قرن بر الوالدين بعبادة الله تعالى.
بر الوالدين:
هو طاعة أوامرهما والإحسان لهما واحترامهما والعناية بهما، حيث يجب على كل مسلم أن يبر بوالديه، وقد قرن الله سبحانه عبادته ببر الوالدين، فرضا الله من رضا الوالدين، ويدخل في بر الوالدين كل ما يجب من العناية والرعاية. ونهى الله سبحانه عن عقوق الوالدين وحرمه بل هو من الكبائر وعقوق الوالدين يذهب البركة في المال والعمر ويسلب من العبد التوفيق.
فضل بر الوالدين:
يأمر الله سبحانه العبد بتوحيده ويتبعه البر بالوالدين قال تعالى: ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) [النساء: 36] وآية أخرى قال تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [الإسراء: 23] وإن دل ذلك فإنه يدل على عظمة البر بالوادين والإحسان إليهما وخاصة في سن الشيخوخة، حيث أنهما يكونان عاجزين وغير قادرين على خدمة نفسيهما فهما بحاجة لمن يؤنسهما ويعطف عليهما، وفضل بر الوالدين عظيم هنا نذكر بعض منها كالتالي:
- قرن الله عبادته ببر الوالدين.
- قدم الله بر الوالدين على الجهاد في سبيله.
- البر بالوالدين من أفضل الاعمال وأحبها إلى الله.
- البار لوالديه تستجاب دعواته.
- البركة في العمر وزيادة في الأجل.
- بركة وزيادة في الرزق.
- الراحة والطمأنينة.
- سبب دخول العبد الجنة بره بوالديه.
- محبة الناس للبار بوالديه.
صور البر بالوالدين
نذكر هنا بعض صور البر بالوالدين على النحو التالي:
- خفض الجناح والتذلل لهما واللطف في معاملتهم والحديث معهم.
- طاعتهما في كل شيء في غير معصية الله سبحانه، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
- مجالستهم والتواضع لهم وعدم الضجر منهم أو التكبر عليهم.
- تقديمهم في الأكل والشرب وعدم التقدم عليهما في المشي أو الدخول والخروج .
- الدعاء والاستغفار لهما حيين أو ميتين، والتصدق عنهم، وصلة رحمهم وأصدقائهم.
طرق بر الوالدين في حياتهما
- أن تدعو لهم بالرحمة والمغفرة والرضا والصلاح والهداية وطول العمر في خير وصلاح وعافية وتدعوا لهم بحسن الخاتمة.
- دفع الصدقة عنهم وفعل أعمال الخير باسمهم كطباعة القرءان والكتب الدينية أو بناء مساجد أو ترميم بيوت الفقراء أو كفالة اليتامى وما إلى ذلك من الأعمال الخيرية التي تعود بالأجر لهما بعد وفاتهما.
- الترفيه والترويح عنهم وتسليتهم وملاطفتهم بالكلام.
- توقيرهم واحترامهم بل المبالغة في ذلك، فإذا أقبلا قف احتراماً لهما وإذا مشيت معهم لا تتقدم عليهم في المشي ولا تسبقهم في بالأكل، وقبل يديهما ورأسهما.
- ذكرهم بالخير والثناء عليهم ومدحهم لأنهم أساس وأصل وجوده كما أنهم قدما الغالي والنفيس من أجله.
- مشاورتهم في أمورك ومستجدات الحياة كشراء سيارة أو منزل أو زواج أو سفر وغيرها من الأمور الحياتية.
- الاستماع والإنصات لهم وعدم مقاطعتهم إذا تكلما والتفاعل معهم بما يناسب حديثهم.
- المداومة على زيارتهم وإن كان الأبن يسكن في منطقة أخرى فعليه الاتصال بهم، فالاتصال لا يقل شئناً عن زيارتهم وبه يظهر اهتمامه بوالديه.
- عدم التراخي في الاستجابة لندائهم أو التذمر من كثرة أوامرهم، وتنفيذ أوامرهما حالاً دون تأجيل أو تأخير.
- وبعد وفاتهما أداء العبادات عنهم قضاءً كالصلاة والحج أو الصيام.
حقوق الوالدين
من لم يشكر العبد لم يشكر الخالق، شكر من أحسن إليك وساعدك ومد يد العون لك واجب أخلاقي، فما بالك بحق الوالدان وشكرهما مقابل ما قدماه لك طيلة حياتك، وما بذلاه من أجلك، إن حقهما أوجب، وإنهما أولى بالشكر والتقدير والاحترام، ولما قدماه لك عليك لهم حقوق ومن تلك الحقوق نذكر هنا التالي:
- طاعتهم وقضاء حاجتهم وتلبية أوامرهم دون كسلٍ أو ضجر.
- معاملتها بلين ورفق والتواضع لهم وعدم التقدم عليهم في المشي أو الكلام.
- الدعاء لهم بالرحمة وشكرهم وخفض الجناح لهم.
- مراعاة وقت راحتهم وعدم ازعاجهم أثناء نومهم وتعليم الأحفاد على احترام وتوقير اجدادهم.
![]() |
إضافة شرح |
يمكنك قراءة المقال عن عقوق الوالدين بالضغط هنا