U3F1ZWV6ZTQ3MDM0NTcyODMyX0FjdGl2YXRpb241MzI4MzY4MTU1MTQ=
recent
أخبار ساخنة

الاسراف والتبذير

الإسراف والتبذير

الاسراف والتبذير
الاسراف والتبذير


تعريف الاسراف: صرف فيما ينبغي، زائد على ما ينبغي.

التبذير: من البذر أي النثر، وهو الإسراف في النفقة.

الإسلام يحث على العيش ببساطة والاستغناء وترك الترف والاسراف ولهذا المسلمون كانوا في الصدر الإسلامي حياتهم بسيطة معتمدون على انفسهم عزيزي النفس وهذا منحهم القوة والشجاعة مما جعلهم يصمدون امام اعدائهم، أما الترف والاسراف والبذخ نتيجته الهلاك والحاجة إلى الآخرين. فبالاقتصاد في الصرف حفاظ على النعمة واكتفاء بالذات وعدم الحاجة للآخرين.

 الله سبحانه لا يحب المسرفين الذين يسرفون في الإنفاق أو الطعام أو الشراب أو الطاقة أو الوقت قال تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ  سورة الأعراف 31

فالمسرف ليس فقط الذي يشتري طعاماً زائداً عن حاجته ويرمي فاضل طعامه، أو يشتري ملابس كثيرة ولا يلبسها، بل حتى ذلك الذي يشتري طعاماً زائداً عن حاجته رغم ذلك يأكله كله يعدُّ مسرفا في نظر الإسلام، وذلك أنه أكل أكثر من حاجته،

عن النبي صلى الله عليه وآله فيما رواه الامام الصادق عليه السلام: .. ان اصنافاً من امتي لا يستجاب لهم دعائهم.. ورجل رزقه الله مالاً كثيراً فانفقه، ثم اقبل يدعو: يا رب ارزقني. فيقول الله عز وجل: الم أرزقك رزقاً واسعاً؟ فهلّا اقتصدت فيه كما امرتك ولم تسرف، وقد نهيتك عن الاسراف؟.. المصدر كتاب الحياة المجلد 4 ص 236 تأليف محمد رضا الحكيمي ومحمد الحكيمي وعلي الحكيمي

أن من يرزقه الله رزقاً كثيراً واسعاً ليس من حقه أن يصرفه كله كيفما يريد، بل عليه أن يقتصد في الصرف بقدر حاجته، لأنه إذا اقتصد العبد زاد في رزقه، وما فضل من ماله يشارك به غيره وبذلك يكسب الأجر والثواب والفضل حيث أنه أصبح واسطة أو وسيلة لقضاء حاجة المحتاجين. فالإسلام لا يرضا للذين لديهم كثرة في المال أن يصرفوها كما يشاؤون في حين هناك فقراء ومحتاجون لا يجدون قوة يومهم، وأن الله جعلك خليفة على مالك وجعله تحت يدك لتكون واسطة ووسيلة لتوصله لغيرك وتعمل فيه بما يرضي الله تعالى، قال تعالى ( وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ) سورة الحديد آية 7

المسرفون وتضييعهم حقوق الآخرين

قال تعالى (وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ) سورة الأنبياء آية 9

وقال الإمام علي عليه السلام: للمسرف ثلاث علاماتٍ، يأكل ما ليس له، ويشتري ما ليس له، ويلبسُ ما ليس له ) المصدر كتاب الحياة المجلد 4 ص 236

والاسراف في الطعام هو أكثر أشكال الاسراف انتشاراً، ولا يقتصر الاسراف على الطعام كما ذكرنا آنفاً بل يشمل الاسراف في الوقت بتضييع الوقت باللعب والأمور التي لا تعود بالنفع على الإنسان، والاسراف في الطاقة الكهربائية بتشغيل أجهزة كثيرة بغير حاجة لها، والإسراف في الماء ولا يخفى على أحد أضرار ذلك في المستقبل. والاسراف من الاخلاق المذمومة في الاسلام وله عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع حيث يضعف اقتصاد البلاد ويذهب البركة من المال ويخلق في نفس الانسان الكبر والغرور والجحود بنعم الله فال تعالى ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ) سورة الإسراء آية 27

علينا جميعاً أن نتكاتف ونتعاون في أمور الحياة، الغني يعين الفقير، والقوي يساعد الضعيف. على الجميع أن يستشعروا عظمة النعم التي أنعمها الله علينا وأن نستقل تلك النعم بما يرضيه سبحانه وبقدر الحاجة دون إسراف أو تبذير.

أسباب الإسراف والتبذير

  1. التربية الخاطئة وتعويد الأبناء على الإسراف وتلبية مطالب الأولاد والزوجة دون التأكد من حاجتهم الحقيقية.
  2. التأثر بالأصدقاء وبغيرهم من الذين يعيشون حياة الرفاهية والإسراف.
  3. تحسن الحال والظروف المادية بعد أن كان فقير أو ميسور الحال أصبح يعيش في نعم وسعة في الرزق.
  4. الانصياع لرغبات النفس وملذات الحياة.
  5. الغفلة عن الآخرة والعيش في الدنيا وكأنها أبدية لا نهاية لها ولا موت ولا قبر ولا سؤال..
  6. الإسلام دين وسطيه لا ضرر ولا ضرار، خير الأمور أوسطها، فترك الاعتدال والوسطية في كل أمور الحياة يؤدي إلى الإسراف والتبذير.

أنواع الإسراف:

للإسراف أنواع عدة تختلف باختلاف موضوعه،  نذكرهم على النحو التالي:

  1. الإسراف في الطعام والشراب واللباس، فكثرة الأكل وتعدد الأنواع والأشكال في الوجبة الواحدة يعدُ إسرافً وكذلك شراء الملابس بأسعار غالية الثمن مبالغ في سعرها إسراف.
  2. الإسراف في الذنوب والمعاصي: ارتكاب المعاصي بشكل متكرر وعدم التوبة والرجوع إلى الله يؤدي إلى القنوط من رحمة الله قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].
  3. الإسراف في إنفاق الحلال:  أي الإسراف في العطاء فتزيد في عطائك وتنفق فوق المعروف فالعطاء يكون بحدود المتعارف عليه وحسب قدرتك، قال تعالى: ﴿ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام: 141]
  4. الإسراف في القتل: بأن يقتل أهل القتيل القاتل ويمثلون فيه، أو يقتلون القاتل ويقتلون معه غيره في حين أن القاتل واحد قال تعالى ﴿ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ﴾ [الإسراء: 33]
  5. الإسراف في أكل أموال اليتامى: وذلك بأن يأكل من مال اليتيم في حين هو يملك المال فيريد بذلك حفظ ماله على حساب مال اليتيم أو يأكل من مال اليتيم بأكثر من حاجته، قال تعالى: ﴿ وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا ﴾ [النساء: 6]

الآثار السية للإسراف

  1. الإسراف في الأكل والشرب يضر بالصحة ويجعل الإنسان كسولاً عاجزاً عن أداء الأعمال المكلف بها.
  2. سبب في عدم محبة الله للإنسان المسرف قال تعالى" إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ سورة الأعراف 31
  3. الإسراف والتبذير سبب في ارتكاب العبد للسرقة، حيث أنه تعود على الترف ومع الوقت لا يكتفي بما هو عليه فيلجأ للطرق غير الشرعية لتلبية رغباته التي لا تنتهي والتي اعتادت منه على تلبيتها.
  4. الإسراف والتبذير استهلاك واستنزاف موارد البيئة وبالتالي عاقبته وخيمة على المجتمع بنفاذ تلك الموارد دون استقلالها استقلالً أمثل يعود بالنفع على الجميع.
  5. الإسراف والتبذير يؤدي إلى الإصابة بالأمراض النفسية أو الباطنية والقلبية كالعجب والتكبر والغرور.

العلاج من الإسراف والتبذير:

للعلاج من الإسراف والتبذير طرق عدة نكرها على النحو التالي:

  1. الاعتدال في كل شيء وإتباع أوامر الله سبحانه وتعالى وتجنب ما نهى عنه من الإسراف والتبذير.
  2. الاغتداء بالنبي  صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام.
  3. استحضار حال الفقراء والمساكين والمحتاجين والمنكوبين من المسلمين في بقاع الأرض كفيل بردع النفس وكبح جموحها ورغباتها.
  4. مصاحبة أولئك الذين يعيشون الوسطية، البعيدين عن السرف والترف في المعيشة.
  5. تربية الأبناء وتعليمهم على الاقتصاد في الصرف وتعليم الزوجة وحثها على عدم الصرف بما لا حاجة فيه، وعدم الانصياع لطلباتهم التي فيها زيادة عن الحاجة وفيها ترف وإسراف.




الاسمبريد إلكترونيرسالة