U3F1ZWV6ZTQ3MDM0NTcyODMyX0FjdGl2YXRpb241MzI4MzY4MTU1MTQ=
recent
أخبار ساخنة

عقوق الوالدين

مقدمة

 للوصول لرضا الله سبحانه وكسب محبته هناك طريق واسع وعظيم ألا وهوا طريق بر الوالدين، فرضا الله سبحانه في رضا الوالدين، ومن طرق البر الحديث معهم بلين ولطف وعدم رفع الصوت عليهما أو التضجر من أوامرهما حيث قال تعال في محكم كتابه: (فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَر هُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا) سورة الإسراء آية 23 فكل إنسان يحب أن يسمع الكلام الطيب ويشعر بحب الآخرين له والوالدين أولا بذلك من غيرهم فيجب الحرص بانتقاء الألفاظ التي من شأنها إظهار الحب والمودة لهم. وكذلك من طرق البر بالوالدين تحقيق ما يرغبان فيه من ملبس أو مأكل أو مشرب، وزيارتهم باستمرار دون انقطاع، والصبر على ما يصدر من أذى من الوالدين، وعدم إظهار ردة فعل غير لائق تجاههم بحجة أنهم يسيئون معاملته قال تعالى: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة لقمان آية 15. ويتأكد البر بالوالدين في سن الشيخوخة حيث لا يستطيعان خدمة نفسيهما فهم في هذا العمر أكثر حاجة لمن يعينهم ويساعدهم في قضاء أمورهم لضعفهم وعجزهم وكبر سنهم، والتعامل مع الوالدين في هذا العمر يتطلب صبراً وحلماً وسعة صدر.

عقوق الوالدين

عقوق الوالدين

والمقصود بعقوق الوالدين هو كل ما يسبب لهما أذاً نفسياً أو جسدياً، ومخالفتهما في الأمور التي هي جائزة لهما، فإن طلبا منك شيئاً ليس فيه معصية لله وجب عليك تلبية طلبهم وعدم التخاذل أو التراخي في الاستجابة لهما لئلا تكون عاقاً بوالديك. ومن صور عقوق الوالدين نذكر هنا:

  • الخروج للجهاد في سبيل الله دون أخذ الأذن منهما حيث ورد ما مضمونه أنه جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأستأذنه للجهاد، فسأله الرسول صلى الله عليه وآله هل أحد والديه حيُّ فأجاب نعم، فقال له الرسول صلى الله عليه وآله ففيهما فجاهد. فهذا يدل على عظمة الوالدين ومكانتهما عند الله.
  • السفر في غير الواجب وترك الوالدين بالخصوص إذا كان سفر الأبن وابتعاده عن والديه يكون سبباً في آذاهما.
  • خيانة الأبن لوالديه في أمور ائتمناه عليها، أو إفشاء أسرارهما أو أسرار أحدهما.
  • سب أو شتم أو لعن الوالدين أو أحدهما، أو تعريضهما للسب والشتم وإن لم يكن مباشرة حيث يقوم الأبن بالمشاجرة مع أصحابه ويشتم والد أحدهم فيقوم الآخر بشتم والديه.
  • الغياب وبدون مبرر غياباً طويلاً عن الوالدين أو الحي منهما، وكذلك عدم تعاهد قبرهما وزياتهما بعد موتهما أو قبر من كان ميتً منهما.
  • التضجر من أوامر الوالدين والتأفف منهما والعبوس وتقطيب الوجه معهما أثناء تلبية أوامرهما.
  • عدم النفقة على الوالدين ولو بالمقدار الذي يكفيهم ويغنيهم عن مد اليد للآخرين.
  • عدم توقيرهما واحترامهما كالجلوس قبلهما أو المشي أمامهما أو الأكل قبلهما أو مناداتهما بأسمائهما.
  • عدم الاستغفار لهما حيين كانا أو ميتين.
  • عدم السعي لإبراء ذمتهما وقضاء ديونهما سواءً ديون مادية أو معنوية.

خطورة عقوق الوالدين

تكمن خطورة عقوق الوالدين في العواقب الوخيمة على العاق لوالديه، وفيما يلي نذكر بعض عقوبات عقوق الوالدين:

  • دخول جهنم في الآخرة حيث خصص الله بابين إلى جهنم خاصين بالعاقين بوالديهم.
  • العاق بوالديه لا يدخل الجنة.
  • لا يُغفر لذنوبه ومعاصيه.
  • لا يصاحب الأنبياء والأولياء والصالحين والشهداء والصديقين في الآخرة.
  • العاق بوالديه تعجل له العقوبات في الدنيا، ولا تقبل اعماله، ويبغضه الله.
  • يلعنه الله وملائكته وانبيائه والمؤمنون.
  • العاق بوالديه إن خلف ابناءً فإنهم يكونون عاقين به.
  • الموت موتة سيئة " سوء الختمة " للعاق بوالديه.

أسباب عقوق الوالدين

لعقوق الوالدين أسباب عدة نذكر منها على النحو التالي:
  1. التربية السيئة: عدم تربية الأبناء تربية صالحة، عدم تربيتهم على حب الخير وعلى الأخلاق الحميدة واحترام الآخرين وغيرها من الأمور التي من شأنها تنمية الأخلاق الفاضلة في نفس الأبن.
  2. الجهل: عدو الإنسان الجاهل، فالجاهل الذي لا يعلم فضل وأجر وثواب البر بوالديه والأثم والعواقب المترتبة على العقوق فإن جهله ذلك لا محال يقوده إلى الهلاك.
  3. القدوة السيئة: الأب إذا كان ذا أخلاق سيئة فإن تأثر أبنائه به كبير، فهم ينظرون له نظرة المعلم والمربي والقدوة فسلوكه وكلماته لا محال ستنعكس على أفعالهم وأقوالهم وسلوكياتهم في المستقبل، فعلى الأب أن يحرص كل الحرص أن يكون القدوة الحسنة لأولاده وبناته.
  4. أصحاب السوء: لا يخفى على أحد مدى تأثير أصحاب السوء على الأبناء وفساد أخلاقهم، فالصاحب ساحب كما يقال، فعلى المسلم أن ينتقي أصحابه بعناية، فيبتعد عن أصحاب الخلق السيئة ويصاحب ذوي الأخلاق الطيبة.
  5. عقوق الوالد لوالديه: عندما يرى الأبن والده يعق بأبيه وأمه فإنه يتأثر به ويكون هو أيضاً في المستقبل عاق بوالده.
  6. الانفصال والطلاق: الاختلافات والمشاكل الزوجية والتي ينتج منها الطلاق تتولد منها البغضاء والكراهية بين الطرفين ولعدم وجود التقوى فيحرِّض أحدهم الأبن على الطرف الآخر مما يولد الكراهية في نفسه وبالتالي العقوق لوالده أو والدته.
  7. التفرقة في التعامل مع الأولاد: وذلك يولد الحسد والبغضاء بين الأخوة وربما أدا ذلك إلى عقوق والديه لما يراه من اهتمامهما بأخوته دونه.
  8. البحث عن الراحة الدائمة: حيث أن الرعاية بالوالدين إذا كانا مسنين ذات مشقة وتعب، فيبدا الأبن البحث عن الراحة عن طريق التخلص من والديه بإدخالهم دار العجزة أو بإرسالهم لأحد أخوته.
  9. الزوجة السيئة الخلق: حيث تقوم الزوجة سيئة الخلق بتشجيع وتحريض زوجها على إساءة تعامله مع والديه.

علاج عقوق الوالدين:

  • الدعاء للأولاد بالصلاح والتوفيق: على الوالدين أن يكثرا من الدعاء بصلاح أولادهم فإن دعوة الوالدين في حق أولادهم مستجابة إن شاء الله.
  • تقوية الوازع الديني لدى الأولاد: وذلك بتربية الأولاد على الأخلاق الفاضلة ونبذ سوء الخلق والإستشعار الدائم لرقابة الله تعالى وتعليمهم فضل بر الوالدين عند الله سبحانه وتعالى.
  • اتفاق الوالدان على طريقة تربية الأبناء ووضع الخطوط والنقاط على الحروف ليعرف الأبناء حدودهم في التعامل مع الوالدين.
  • اشباع الأبناء عاطفياً ومادياً.
يمكنك قراءة مقال البر بالوالدين أضغ هنا


الاسمبريد إلكترونيرسالة