التفاهة لغة السوق
التفاهة لغةً
مقدمة
الإعلام والتفاهة
للإعلام دور كبير في نشر المبادئ والقيم والأخلاق كما من دوره نشر الثقافة والعلم عن طريق مواده الإعلامية سواءً المقروءة كالصحف أو المسموعة كالراديو أو المرئية كالتلفاز. إلا أننا نرى للإعلام دور سلبياً وهو نشر ثقافة التفاهة ودعمها بتسليط الضوء على صناعها ودعوتهم لعمل المقابلات المباشرة والحوارات التي لا تغني ولا تسمن ولا تقدم للناس أي فائدة. نرى الإعلام ينحى جانب سيئاً في نشر ثقافة التفاهة من تسليط الضوء على التافهين وإشهارهم. وفي المقابل إهمال أصحاب الهمم والعلم والمثقفين. وهذا بدوره يزرع في المجتمع ثقافة الاهتمام بتوافه الأمور، وما نراه من مقابلات تلفزيونية مع صناع التفاهة وبعض البرامج التي تبثها بعض القنوات لهو خير دليل. فهؤلاء الذين بالأمس لم يكونوا شيئاً في المجتمع بل كانوا مهمشين ومغمورين ولم يكن في السابق يسمع أحد عنهم شيء ولم يكن لهم أي دور في بناء المجتمع. الآن أصبح لكل واحد منهم قناته الإعلامية يبث عن طريقها كل ما يريد دون رغيب ولا حسيب، وأضحت بيوتنا لهم مشرعة، وأوساطنا الاجتماعية فتحت لهم ذراعيها بمتابعة وتلقي ما ينشرونه من يوميات تافهة ومقاطع سخيفة.
صناع التفاهة
عند ما يصبح التافه نجماً والعابث فناناً والغبي ذكياً والجاهل عالماً مشهوراً يكون للتفاهة صناع، تبدلت الأخلاق والمبادئ والقيم وغاب العلماء والمثقفون وبرز الجهال والتافهون أولئك الذين لم يكونوا بالأمس شيئاً الآن هم قدوة للمجتمع، للأطفال والشباب بل حتى كبار السن من الجنسين رجال ونساء الكل يتلقى تلك اليوميات التافهة التي يصنعها أولئك التافهون. فتلك المواد لا تكون الشخصية الثقافية أو الدينية أو الأخلاقية، بل تبني جيلاً تافهاً همه تقليد الآخرين في أكلهم ولباسهم وحديثهم. أصبح الشغل الشاغل للناس ماذا قال فلان، أو أين سافر ومن قابل، ماذا أكل؟ الكل يترقب وينتظر ما ينشره صانع التفاهة من بعض مشاهير السوشيال ميديا. إما للضحك أو للسخرية بالآخرين. أتاحت قنوات التواصل الاجتماعي لهؤلاء الفرصة بالظهور والبروز والشهرة والحديث.