U3F1ZWV6ZTQ3MDM0NTcyODMyX0FjdGl2YXRpb241MzI4MzY4MTU1MTQ=
recent
أخبار ساخنة

التفاهة لغة السوق

التفاهة لغة السوق


التفاهة لغةً

نقلاً عن معجم المعاني الجامع
تافِه: اسم، 
والجمع تافهون و توافِه،
 ومؤنثها تافهة، وجمع المؤنث تافهات وتوافِه.

مقدمة

إن التقدم العلمي والتكنولوجي جعل العالم كالقرية يتواصل سكانها بسهولة ويسر ودون عناء، وهذا بلا شك ولا ريب أحد إيجابيات التطور العلمي والتكنولوجي. التواصل وتناقل الأخبار وتناقل المعرفة بسهولة أحد فوائد التطور. والمبدعون يستطيعون إبراز إبداعاتهم والعلماء ينشرون علومهم. ولكن وللأسف لهذا التطور سلبيات ومن سلبياته التافهون الذين ينشرون توافههم بشتا صورها. وللأسف قد سيطرت التفاهة وغلبت. وأصبح التافهون يظهرون بصورة واضحة إما عن طريق الغناء أو التمثيل مستخدمين التطور التقني كقنوات التواصل الاجتماعي ( السناب شات وتويتر والفيس بوك ) .

الإعلام والتفاهة

للإعلام دور كبير في نشر المبادئ والقيم والأخلاق كما من دوره نشر الثقافة والعلم عن طريق مواده الإعلامية سواءً المقروءة كالصحف أو المسموعة كالراديو أو المرئية كالتلفاز. إلا أننا نرى للإعلام دور سلبياً وهو نشر ثقافة التفاهة ودعمها بتسليط الضوء على صناعها ودعوتهم لعمل المقابلات المباشرة والحوارات التي لا تغني ولا تسمن ولا تقدم للناس أي فائدة. نرى الإعلام ينحى جانب سيئاً في نشر ثقافة التفاهة من تسليط الضوء على التافهين وإشهارهم. وفي المقابل إهمال أصحاب الهمم والعلم والمثقفين. وهذا بدوره يزرع  في المجتمع ثقافة الاهتمام بتوافه الأمور، وما نراه من مقابلات تلفزيونية مع صناع التفاهة وبعض البرامج التي تبثها بعض القنوات  لهو خير دليل. فهؤلاء الذين بالأمس لم يكونوا شيئاً في المجتمع بل كانوا مهمشين ومغمورين ولم يكن في السابق يسمع أحد عنهم شيء ولم يكن لهم أي دور في بناء المجتمع. الآن أصبح لكل واحد منهم قناته الإعلامية يبث عن طريقها كل ما يريد دون رغيب ولا حسيب، وأضحت بيوتنا لهم مشرعة، وأوساطنا الاجتماعية فتحت لهم ذراعيها بمتابعة وتلقي ما ينشرونه من يوميات تافهة ومقاطع سخيفة.

صناع التفاهة

عند ما يصبح التافه نجماً والعابث فناناً والغبي ذكياً والجاهل عالماً مشهوراً يكون للتفاهة صناع، تبدلت الأخلاق والمبادئ والقيم وغاب العلماء والمثقفون وبرز الجهال والتافهون  أولئك الذين لم يكونوا بالأمس شيئاً الآن هم قدوة للمجتمع، للأطفال والشباب بل حتى كبار السن من الجنسين رجال ونساء الكل يتلقى تلك اليوميات التافهة التي يصنعها أولئك التافهون. فتلك المواد لا تكون الشخصية الثقافية أو الدينية أو الأخلاقية، بل تبني جيلاً تافهاً همه تقليد الآخرين في أكلهم ولباسهم وحديثهم. أصبح الشغل الشاغل للناس ماذا قال فلان، أو أين سافر ومن قابل، ماذا أكل؟   الكل يترقب وينتظر ما ينشره صانع التفاهة من بعض مشاهير السوشيال ميديا. إما للضحك أو للسخرية بالآخرين. أتاحت قنوات التواصل الاجتماعي لهؤلاء الفرصة بالظهور والبروز والشهرة والحديث.

مجتمعنا يحب التفاهة 

للأسف أصبح للتافه مكانةً اجتماعية وصيت وشهرة في الأوساط الاجتماعية. صناع التفاهة يتم دعوتهم في المحافل والندوات وتوسع لهم المجالس وتذبح لهم الذبائح وترسل لهم الدعوات ومعاملتهم معاملة تجعل منهم نجوماً في المجتمع. أصبح صناع التفاهة قدوة المجتمع ونافذة لكسب المعلومة والمعرفة. إن للمجتمع دور رئيسي  ومهم في الحد من هذه الظاهرة وذلك بوقف نشر مقاطعهم وعدم متابعتهم وإهمالهم ليعودوا لمكانهم الذي خرجوا منه، ليعرفوا حجمهم الحقيقي. نعم علينا أن نتكاتف ونضع يدنا بيد بعض لنكون حاجزاً وصداً يمنع من انتشار هؤلاء التافهون.

هل نحن مجتمع يحب التفاهة والتافهين؟ 

أترك الجواب لك عزيزي القارء.
الاسمبريد إلكترونيرسالة